الاثنين، 24 فبراير 2014

يا لنبؤات الشعراء!

لقَب العرب شاعرهم (أحمد بن الحسين ) لقبوه بالمتنبيء وهذا حال الشعراء ينظمون لنا القصيد فتظر فيه تلميحات لاحداث قادمة. واليوم ادعوكم لتأمل تنبؤات شاعرنا الكبير المرحوم محمد مهدي الجواهري في قصيدته الرائعة التي درسنا مقاطع منها في الصف السادس الابتدائي أيام كان هنالك منهاج للغة العربية في مدارسنا!!؟
القصيدة تعكس واقعنا المرير اليوم وتتسلسل في الضياع الذي تسلل الى السلسلة الناظمة للامة وبدأ يقضم رموزها وها هو يحذرنا من ضياع الملاذ الاخير ؟
لنقرأ النص بتمعن واستمتاع ولو أنني أتوقع ردة فعل الكثيرين في قولهم وما لنا يا استاذ راضي تعيدنا الى مقاعد الدرس التي نخر خشبها سوس العمر المنقضي في زحمو اللهاث وراء علق الحياة

لو استطعتُ نشرتُ الحزنَ والألما على فِلسْطينَ مسودّاً لها علما
ساءت نهاريَّ يقظاناً فجائعُها وسئن ليليَ إذ صُوِّرْنَ لي حلما
رمتُ السكوتَ حداداً يوم مَصْرَعِها فلو تُرِكتُ وشاني ما فتحت فم
أكلما عصفت بالشعب عاصفةٌ هوجاءُ نستصرخُ القرطاسَ والقلما ؟
هل أنقَذ الشام كُتابٌ بما كتبوا أو شاعرٌ صانَ بغداداً بما نظما
فما لقلبيَ جياشاً بعاطفةٍ لو كان يصدقُ فيها لاستفاضَ دما
حسب العواطف تعبيراً ومنقصةً أنْ ليس تضمنُ لا بُرءاً ولا سقما
ما سرني ومَضاءُ السيفِ يُعوزوني أني ملكتُ لساناً نافثاً ضَرما
دم يفور على الأعقاب فائرُهُ مهانةٌ ارتضي كفواً له الكلما
فاضت جروحُ فِلَسْطينٍ مذكرةً جرحاً بأنْدَلُسٍ للآن ما التأما
وما يقصِّر عن حزن به جدة حزن تجدده الذكرى إذا قَدُما
يا أُمةً غرها الإِقبالُ ناسيةً أن الزمانَ طوى من قبلها أمما
ماشت عواطفَها في الحكم فارتطمت مثلَ الزجاجِ بحد الصخرة ارتطما
وأسرعت في خطاها فوق طاقتها فأصبحت وهي تشكو الأيْنَ والسأما
وغرَّها رونقٌ الزهراء مكبرة أن الليالي عليها تخلع الظُّلَما
كانت كحالمةٍ حتى اذا انتبهتْ عضّتْ نواجذَها من حرقةٍ ندما
سيُلحقون فلسطيناً بأندلسٍ ويَعْطفون عليها البيتَ والحرما
ويسلبونَك بغداداً وجلقةً ويتركونِك لا لحماً ولا وضما
جزاء ما اصطنعت كفاك من نعمٍ بيضاء عند أناسٍ تجحد النعما
يا أمةً لخصوم ضدها احتكمت كيف ارتضيتِ خصيماً ظالماً حكما
بالمِدفع استشهدي إن كنت ناطقةً أو رُمْتِ أن تسمعي من يشتكي الصمما
وبالمظالمِ رُدي عنك مظلمةً أولا فأحقر ما في الكون مَنْ ظُلِما
سلي الحوادثَ والتأريخَ هل عرفا حقا ورأياً بغير القوةِ احتُرما
لا تطلُبي من يد الجبار مرحمةً ضعي على هامةٍ جبارةٍ قدما
باسم النظامات لاقت حتفَها أممٌ للفوضوية تشكو تلْكم النظما
لا تجمع العدلَ والتسليحَ أنظمةٌ الا كما جمعوا الجزارَ والغنما
من حيث دارتْ قلوبُ الثائرين رأتْ من السياسةِ قلباً بارداً شبما
أقسمتُ بالقوة المعتزِّ جانبُها ولست أعظمَ منها واجداً قسماً
إن التسامح في الاسلام ما حصدت منه العروبة الا الشوكَ والألما
حلتْ لها نجدة الأغيار فاندفعت لهم تزجي حقوقاً جمةً ودما
في حين لم تعرف الأقوامُ قاطبةً عند التزاحم الا الصارمَ الخذما
أعطت يداً لغريبٍ بات يقطعُها وكان يلثَمُها لو أنه لُطِما
أفنيتِ نفسَكِ فيما ازددتِ مِن كرم ألا تكفّين عن أعدائك الكرما
لابَّد من شيمٍ غُرٍّ فان جلبت هلكاً فلابد أن تستأصلي الشيما
فيا فِلَسْطينُ إن نَعْدمْكِ زاهرةً فلستِ أولَّ حقٍ غيلةً هُضِما
سُورٌ من الوَحْدةِ العصماءِ راعَهُمُ فاستحدثوا ثُغْرَةً جوفاءَ فانثلما
هزّت رزاياكِ أوتاراً لناهضةٍ في الشرق فاهتَجْنَ منها الشجوَ لا النغما
ثار الشبابُ ومن مثلُ الشباب اذا ريعَ الحمى وشُواظُ الغَيْرَةِ احتدما
يأبى دمٌ عربيٌ في عروقِهِمُ أنْ يُصبِحَ العربيُّ الحرُّ مهتضما
في كل ضاحيةٍ منهم مظاهرةٌ موحدين بها الأعلامَ والكلما
أفدي الذينَ إذا ما أزمةٌ أزَمَتْ في الشرق حُزناً عليها قصَّروا اللِمَما
ووحدَّتْ منهُمُ الأديانَ فارقةً والأمرَ مختلفاً والرأيَ مُقتَسمَا
لا يأبهون بارهابٍ إذا احتدَموا ولا بِمَصْرَعِهِمْ إن شعبُهم سَلِما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خبزنا الأقدم

نشرت مجلة الاكاديمية الامريكية للعلوم )   http://www.pnas.org/content/early/2018/07/10/1801071115 (   كشفا تاريخيا مميزا عن وجود  رغيف خب...