الخميس، 24 نوفمبر 2016

حينَ يَنْطِقُ القَلَمُ!!





حينَ يَنْطِقُ القَلَمُ!!

  بقلم: سَوْسَن    رَاضي    عَبْدُاللهِ   الخـَـوالْـدة
من الصف : الأوّل ثانوي
ومن مدرسة: بلعما الثانوية الشاملة للبنات

 حين ينطق القلم!
بينَ الخيالِ والواقعِ  يقِفُ . يمزجُ  المشاعرَ التي تخْتَلجُ القلبَ معَ أفكارٍ راودتِ العَقلَ ، فيَصُبُّ المزيجَ في قوالبَ تتراقصُ      مرتِّبةً نفسها ، لتَتَسطَّرَ على سطحٍ أبيضٍ ينتظرها بفارغِ الصَّبرِ . ثمَّ تنطَلِقُ بعدَها مجموعةُ الأسطُحِ لتصلَ لحضنِ المُستَلِمِ ؛ فتفيضُ المشاعرُ والأحاسيسُ لتُملِئَ قلباً متلهِّفاً ، تليها الأفكارُ تَتَسرَّبُ لعقلٍ هائِمٍ مُحاوِلةً الدُّخولَ  إليهِ ؛ فإن فتحَ العقلُ البابَ لها دخلتهُ فأنعشتهُ من جديد . لكن إن أبى القلبُ والعقلُ نفاذَها إليهما ، فتعودُ أدراجَها بحثاً عن عقلٍ  وقلبٍ آخريْنِ يستقبِلانها برحابَةٍ وبطيب.
إنَّ القَلمَ لعجيبٌ غريبٌ! يَجمعُ الواقِعَ بالخيالِ ، فتراهُ في عالمِ المنطِقِ وعالمِ الهواجسِ في آنٍ واحد. يختزِلُ منهُما ما هوَ مفيد ، ويُمدُّ الآخرينَ بما يُفيدُهمْ على المدى الواسعِ والقريبِ .فهوَ مرآةُ الواقِعِ والخيالِ ، يجمعُهُما بانعكاسٍ واحدٍ وصورةٍ واحدةٍ ، لكن إنِ التقتِ المرايا، يصبحُ الانعكاسُ ليسَ بالواحدِ ولكن بالعديدِ.
القلمُ هو لغةُ الوجودِ والخلودِ ، فأوَّلُ  ما خُلِقَ القلمُ . خلقهُ سبحانَهُ وتعالى  فأمرَهُ بكتابةِ القضاءِ والقدرِ بعلمهِ عزَّ وجلَّ عالمُ الغيبِ ،فعَّالٌ لما يريدُ . فخطَّ القلمُ على اللوحِ المحفوظِ ما أُوحِيَ له ،ثمَّ وُضِعَ على عرشِ المجيدِ .وفي قرآنهِ الكريمِ ، أقسمَ تعالى بالقلمِ وما يسطرونَ بهِ على أنَّ محمَّداً لرسولٌ  من عندهِ كريمُ ؛ وسبحانَهُ العظيمُ لا يُقسِمُ بشيءٍ إلا بما هو عظيمٌ .فكانت سورةٌ من سُوَرِ كتابهِ تحمِلُ اسمَ القلم.
إنَّ هذهِ الأداةَ  الصغيرةَ تجعلُ من الصَّورِ في لوحات الفنّانِ كلماتٍ تُطرِبُ من رآها ، كما تجعلُ الكلماتِ في نظمِ ونثرِ الكاتِبِ مشاهدَ لُوِّنَتْ في مُخيِّلَةِ كاتِبِها. فهيَ  صديقةُ الكاتبِ النَّجيب ؛ فيهِا يرسُمُ أحرُفاً ويُرَتِّبُ جُمَلاً فيَصِلُ فيما بينَها لِتَصيرَ فقراتٍ  والفقراتُ نصٌّ مُتكاملُ . وهي حينَ تكونُ في يدِ الفنَّانِ فإنَّهُ يَخُطُّ بها تعَرُّجاتٍ لا تلبثُ أن تُصبِحَ لوحةً آسِرةً لِمَشهدٍ يُحدِّثُكَ ويُخاطِبُ روحكَ بعُذوبةِ صوتٍ وحُسنِ تعبيرٍ . ثم تجدها خلفَ أُذُنِ المُهَندِسِ بعدَ أنِ استعملها ليكتُبَ مَستقبلاً   لناطِحَةِ سحابٍ أو عُمرانٍ مُهيب . وفي يدِ الطبيبِ تارةً تُنقِذُ الأرواحَ ، وبينَ أصابعِ المًعَلِّمِ يَبني بهِ أجيالاً ، وعلى القِماشِ يُحدِّدُ بها الخيَّاطُ لملابسَ جديدةٍ تُفرِحُ الكبيرَ والصَّغير.
بالقـلمِ كُتِبَـتْ مُعاهداتٌ مضتْ ، و مؤامراتٌ حُبِكَتْ ، بهِ الـبلادُ العربيَّةُ قُسِّمَتْ ؛ لأنَّ الغُزاةَ تعلَّموا  استخدامَهُ ونحنُ لليَومِ لم نستطِعْ أن نَشُدَّ قبضَتَنا عليهِ فَيخُطَّ ما نريدُ ويمحو ما لا نُريدُ. بهِ دولٌ قامتْ وأخرى هوتْ . من خلالهِ تناقَلَتْ أخبارٌ وقِصَصٌ ، عن ملوكٍ طغوا ، ونساءَ حكَمْنَ ، عن خلفاءَ عَدَلوا ، وعن فتَنٍ نشبتْ ، وعن معاركَ ما رحمت ْ ، عن أنبياءَ عمَّ  في عهدهمُ الخيرُ والأمان ،و عن عُلماءَ خُلِّدَتْ أسماؤُهمْ  على مرِّ الوقتِ والأزمانِ.
  يا بني سنّي ، أسيبقى الصمتُ مُخيِّماً علينا و على أقلامِنا؟!  لا فنحنُ أملُ البلدان ، آنَ لنا أن نَّخُطَّ نحنُ  مَستقبلَ شعوبِنا ، فباليراعِ تزهو وتعلو الأُمَمُ إلى أن تصِلَ السِّماكَ . لكن بشرطِ أن لا تكونَ خطوطنا  كلاماً ونِزاعاً ،  يُشَتِّتُ أواصِلَ المحبَّةِ والإخاءَ في أنفَسِنا. نحنُ لن نَكِلَّ أو نَمِلَّ  ، بل سنوَحِّدُ جُهودَنا معاً  ، نُعيدُ أمجاداً خَلَتْ ونمحو حاضراً قد غَدَر ونبني مُستَقبلاً  لأجيالٍ ستُسَطِّرُنا على صفحاتِ تاريخٍ عظيم بالقلمِ.




                                                                                                                      سوسن راضي عبدالله الخوالدة  
في الثاني والعشرين من تشرين الثاني لعام2016

حينَ يَنْطِقُ القَلَمُ!!



وزارةُ التربية والتعليم/قصبة المفرق

حينَ يَنْطِقُ القَلَمُ!!

  بقلم: سَوْسَن    رَاضي    عَبْدُاللهِ   الخـَـوالْـدة
من الصف : الأوّل ثانوي
ومن مدرسة: بلعما الثانوية الشاملة للبنات

 حين ينطق القلم!
بينَ الخيالِ والواقعِ  يقِفُ . يمزجُ  المشاعرَ التي تخْتَلجُ القلبَ معَ أفكارٍ راودتِ العَقلَ ، فيَصُبُّ المزيجَ في قوالبَ تتراقصُ      مرتِّبةً نفسها ، لتَتَسطَّرَ على سطحٍ أبيضٍ ينتظرها بفارغِ الصَّبرِ . ثمَّ تنطَلِقُ بعدَها مجموعةُ الأسطُحِ لتصلَ لحضنِ المُستَلِمِ ؛ فتفيضُ المشاعرُ والأحاسيسُ لتُملِئَ قلباً متلهِّفاً ، تليها الأفكارُ تَتَسرَّبُ لعقلٍ هائِمٍ مُحاوِلةً الدُّخولَ  إليهِ ؛ فإن فتحَ العقلُ البابَ لها دخلتهُ فأنعشتهُ من جديد . لكن إن أبى القلبُ والعقلُ نفاذَها إليهما ، فتعودُ أدراجَها بحثاً عن عقلٍ  وقلبٍ آخريْنِ يستقبِلانها برحابَةٍ وبطيب.
إنَّ القَلمَ لعجيبٌ غريبٌ! يَجمعُ الواقِعَ بالخيالِ ، فتراهُ في عالمِ المنطِقِ وعالمِ الهواجسِ في آنٍ واحد. يختزِلُ منهُما ما هوَ مفيد ، ويُمدُّ الآخرينَ بما يُفيدُهمْ على المدى الواسعِ والقريبِ .فهوَ مرآةُ الواقِعِ والخيالِ ، يجمعُهُما بانعكاسٍ واحدٍ وصورةٍ واحدةٍ ، لكن إنِ التقتِ المرايا، يصبحُ الانعكاسُ ليسَ بالواحدِ ولكن بالعديدِ.
القلمُ هو لغةُ الوجودِ والخلودِ ، فأوَّلُ  ما خُلِقَ القلمُ . خلقهُ سبحانَهُ وتعالى  فأمرَهُ بكتابةِ القضاءِ والقدرِ بعلمهِ عزَّ وجلَّ عالمُ الغيبِ ،فعَّالٌ لما يريدُ . فخطَّ القلمُ على اللوحِ المحفوظِ ما أُوحِيَ له ،ثمَّ وُضِعَ على عرشِ المجيدِ .وفي قرآنهِ الكريمِ ، أقسمَ تعالى بالقلمِ وما يسطرونَ بهِ على أنَّ محمَّداً لرسولٌ  من عندهِ كريمُ ؛ وسبحانَهُ العظيمُ لا يُقسِمُ بشيءٍ إلا بما هو عظيمٌ .فكانت سورةٌ من سُوَرِ كتابهِ تحمِلُ اسمَ القلم.
إنَّ هذهِ الأداةَ  الصغيرةَ تجعلُ من الصَّورِ في لوحات الفنّانِ كلماتٍ تُطرِبُ من رآها ، كما تجعلُ الكلماتِ في نظمِ ونثرِ الكاتِبِ مشاهدَ لُوِّنَتْ في مُخيِّلَةِ كاتِبِها. فهيَ  صديقةُ الكاتبِ النَّجيب ؛ فيهِا يرسُمُ أحرُفاً ويُرَتِّبُ جُمَلاً فيَصِلُ فيما بينَها لِتَصيرَ فقراتٍ  والفقراتُ نصٌّ مُتكاملُ . وهي حينَ تكونُ في يدِ الفنَّانِ فإنَّهُ يَخُطُّ بها تعَرُّجاتٍ لا تلبثُ أن تُصبِحَ لوحةً آسِرةً لِمَشهدٍ يُحدِّثُكَ ويُخاطِبُ روحكَ بعُذوبةِ صوتٍ وحُسنِ تعبيرٍ . ثم تجدها خلفَ أُذُنِ المُهَندِسِ بعدَ أنِ استعملها ليكتُبَ مَستقبلاً   لناطِحَةِ سحابٍ أو عُمرانٍ مُهيب . وفي يدِ الطبيبِ تارةً تُنقِذُ الأرواحَ ، وبينَ أصابعِ المًعَلِّمِ يَبني بهِ أجيالاً ، وعلى القِماشِ يُحدِّدُ بها الخيَّاطُ لملابسَ جديدةٍ تُفرِحُ الكبيرَ والصَّغير.
بالقـلمِ كُتِبَـتْ مُعاهداتٌ مضتْ ، و مؤامراتٌ حُبِكَتْ ، بهِ الـبلادُ العربيَّةُ قُسِّمَتْ ؛ لأنَّ الغُزاةَ تعلَّموا  استخدامَهُ ونحنُ لليَومِ لم نستطِعْ أن نَشُدَّ قبضَتَنا عليهِ فَيخُطَّ ما نريدُ ويمحو ما لا نُريدُ. بهِ دولٌ قامتْ وأخرى هوتْ . من خلالهِ تناقَلَتْ أخبارٌ وقِصَصٌ ، عن ملوكٍ طغوا ، ونساءَ حكَمْنَ ، عن خلفاءَ عَدَلوا ، وعن فتَنٍ نشبتْ ، وعن معاركَ ما رحمت ْ ، عن أنبياءَ عمَّ  في عهدهمُ الخيرُ والأمان ،و عن عُلماءَ خُلِّدَتْ أسماؤُهمْ  على مرِّ الوقتِ والأزمانِ.
  يا بني سنّي ، أسيبقى الصمتُ مُخيِّماً علينا و على أقلامِنا؟!  لا فنحنُ أملُ البلدان ، آنَ لنا أن نَّخُطَّ نحنُ  مَستقبلَ شعوبِنا ، فباليراعِ تزهو وتعلو الأُمَمُ إلى أن تصِلَ السِّماكَ . لكن بشرطِ أن لا تكونَ خطوطنا  كلاماً ونِزاعاً ،  يُشَتِّتُ أواصِلَ المحبَّةِ والإخاءَ في أنفَسِنا. نحنُ لن نَكِلَّ أو نَمِلَّ  ، بل سنوَحِّدُ جُهودَنا معاً  ، نُعيدُ أمجاداً خَلَتْ ونمحو حاضراً قد غَدَر ونبني مُستَقبلاً  لأجيالٍ ستُسَطِّرُنا على صفحاتِ تاريخٍ عظيم بالقلمِ.




                                                                                                                      سوسن راضي عبدالله الخوالدة  
في الثاني والعشرين من تشرين الثاني لعام2016

خبزنا الأقدم

نشرت مجلة الاكاديمية الامريكية للعلوم )   http://www.pnas.org/content/early/2018/07/10/1801071115 (   كشفا تاريخيا مميزا عن وجود  رغيف خب...