الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر.......................

لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر.......................

الشروق والغروب معا

تتجلى عظمة الخالق في كل ما يحيط  بنا
فيظهر اعجازه في الكون ويتجلى الاعجاز أكثر حين يكون مرتبطا بالاعجاز القراني .
فالقاريء لسورة يس سيمر على آيات عظيمة تدل على عظمة الخالق ولعل أبرزها قوله تعالى :
﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾
[سورة يس الآية: 40]
  فهذه الآية، على ظاهرها،تبين حقيقة أن للشمس مداراً، وللقمر مداراً، ومدار الشمس لا يتصل بمدار القمر، ولن تصطدم الشمس بالقمر، بل كل في فلك (مدار) يسبحون. وقد لفت نظري من خلال متابعتي لوقع الطقس والفلك العالمي    
 weather underground
 ليوم الثلاياء 23\9\2014 البيانات الفلكية الخاصة بالشمس والقمر فأحببت أن أرصد هذا الحدث في اليوم التالي والمتمثل بغروب القمر لحظة شروق الشمس وذلك من سطح منزلي الواقع في بلعما-الاردن  فكان المقطع التالي والذي يصور جمال اللحظة وعظمة الخالق معا وقد كانت البيانات الفلكية لتلك الحالة النادرة كالتالي:

شمس
Sep. 24, 2014 Rise Set
Actual Time 6:25 AM EEST 6:30 PM EEST
Civil Twilight 6:00 AM EEST 6:54 PM EEST
Nautical Twilight 5:32 AM EEST 7:23 PM EEST
Astronomical Twilight 5:03 AM EEST 7:51 PM EEST
قمر 6:24 AM EEST (9/24) 6:32 PM EEST (9/24)
Length Of Visible Light 12h 53m

 واليكم مقطع الفيديو

الأربعاء، 8 أبريل 2015

الوقف الالكتروني-ودوره المنتظر في النهوض بالامة والمجتمع



الوقف الإلكتروني:

لقد تجلت عظمة ديننا الحنيف وشموليته في شتى مناحي الحياة تشريعا وتطبيقا ومعاملات وعبادات وأخلاق  ولعل من مظاهر شموليته ما انبثق عنه من أنظمة حياتية تنظم حياة الفرد المسلم وكان منها نظام الوقف والذي كان له عبر تاريخ الإسلام دور كبير في النهوض بالمجتمع المسلم عقائديا وتعليميا وتربويا ونشر العلم والمعرفة وتعدى ذلك إلى النطاق الإنساني فتحولت جامعات المسلمين وجوامعهم في بغداد ومصر والأندلس إلى منارات علم اهتدى بها العلماء طيلة العصور الوسيطة وهذه الجامعات والمعاهد كانت وقفية في الغالب  , وبدوران عجلة التطور تغيرت الصور والتطبيقات والمقاصد في مختلف مناحي الحياة ومنها نظام الوقف  والذي تأثر بهذه التغيرات والتطورات . و لعل أكثر ما يوصف به عصرنا الحالي بأنه العصر الالكتروني نظراً لانتشار التقنية الالكترونية بتسارع مضطرد سواء في جانب الماديات منها أو البرمجيات مما كان له الأثر الأكبر في تقدم حياة البشر ونشر المعرفة وتسهيل التواصل بينهم.ومجتمعنا المسلم جزء من المجتمع العالمي الأكبر لذا توجب عليه مواكبة العصر.
فنجد أن تقانات الاتصال والتواصل قد انتشرت في كل اتجاه وبين الجميع وأصبحت في متناول الجميع فم تعد حكرا على طبقة أو فئة , وصارت متاحة للعالم والأمي على حد سواء حيث انتقل التعلم من النص المكتوب حروفا أ؟و رموزا أو ممثلا برسم –انتقلت إلى الوسائط المتعددة صوتا وصورة وحركة.مع تراجع واضح للقراءة والنص المطبوع.

غير أن هذا التطور الالكتروني  بني على أسس تجارية ربحية أدت إلى ثراء من قاموا عليها حتى أصبحوا في مقدمة قوائم الأثرياء ورافق ذلك تفشي الاحتكار والاستحواذ على وسائل المعرفة والاتصال والبرمجيات الداعمة لها كما هو الحال في عمالقة التكنولوجيا مثل شركتي أبل ومايكروسوفت.
وقد حدا ذلك ببعض العلماء إلى التنبيه مبكراً لإشكالية الاحتكار هذه ومنهم الأمريكي ريتشارد ستولمن الذي وضع رخصة حنو للبرمجيات( GPL ) وذلك لتوفير برمجيات حاسوبية حقوق نشرها وتعديلاتها مفتوحة للجميع.
ثم جاء السويدي لينيوس ترافلتوس واضع نظام لينكس التشغيلي للحواسيب ضمن الرخصة العمومية مما ساعد على تطوير هذا النظام بشكل متسارع. وفي عالمنا العربي الإسلامي جاءت محاولات ممتازة لتكوين مصادر غير ربحية للبرمجيات وتقديمها للقارئ والباحث العربي تحت شعار حقوق الطبع محفوظة لكل مسلم ومثال ذلك مواقع موسوعية مثل الموسوعة الشاملة ومكتبة المصطفى وغيرها من المكتبات التي قدمت الخدمات الالكترونية وإمكانية تحميل الكتب مجاناً مع التمتع بالتوثيق المطلوب. بل أن الأمر تعدى توفير المراجع إلى توفير مساقات تدريسية مجانية مثل منبه إدراك للمساقات الحرة ولتأطير الأمر من الناحية الدينية الوقفية فقد أصدر الأستاذ مؤيد السعدي رخصة تحت اسم رخصة وقف للبرمجيات المفتوحة.
وبما أن مفهوم الوقف يقوم على مبدأ السماح بالانتفاع من الريع بدون استهلاك الأصل  وعلى تسبيله و لإسقاط هذا المفهوم على البرمجيات فإن على مؤلف العمل  إن أراد وقفه إن يقرر نشره للعامة للاستفادة منه مجاناً مع حق الحصول على النسخة المصدرية للعمل وحق التعديل عليها,

,وعند البحث عن الدواعي والأسباب التي تدعو إلى تطبيق هذه الصورة من صور الوقف نجد أن من أهم تلك الأسباب ما يلي:
أولا: الانتشار الواسع لوسائل تقانات الاتصال الالكترونية  وتعدد أشكالها وسهولة التعامل معها والقدرة على التواصل مع الملايين في جلسة واحدة أو تزويد من يرغب بالمعلومة  في أن واحد أو كما يقال معلومة تحت الطلب  وهذا ما أشار إليه الأمريكي ببل جيتكس أشهر من عمل في مجال تقانة المعلومات والتي جعلت منه الأكثر ثراء على الأرض فهو يسمي ذلك بالطريق السريع للمعلومات .

ثانيا: فان الوقف الكتروني يسرع اطلاع  الباحثين على المعلومة  ويسهل الدراسات وذلك لتقديمه نماذج بحثية ومحاكاة عملية يصعب تقديمها في المراكز البحثية .                                                                                                                                                                                                            
ثالثا:  أن الوقف الالكتروني يقلل التكاليف لأنه يجعل من عملية التعلم أقرب إلى المجانية ولا تحتاج إلى التجهيزات الضخمة في المعاهد والمؤسسات التعليمية.
رابعا: كما وانه لكون المحتوى الالكتروني يعتمد النص والوسائط المتعددة معا فانه يمكن أن يقدم المعرفة بصور وأشكال مختلفة وبطرق تفاعلية تسهم في ترسيخ المعلومة لدى المتلقي مما يزيد من فاعلية الوقف وتحقيق مبتغاة كما يريد الواقف.
خامسا:الحاجة إلى مقاومة الأفكار الغريبة على مجتمعنا ومجابهة الفكر المتطرف و تنوير المجتمع وخصوصا جيل الشباب في محاولة للابتعاد بهم عن ذلك الفكر.
سادسا:مجابهة الهجمة على الأجيال المسلمة في أخلاقها وقيمها وسلوكياتها والتي استغلت تعدد وسائل الاتصال والتواصل من فضائيات وشبكة المعلومات.....
سابعا توجيه الأجيال إلى الاستخدام الفعال لوسائل الاتصال والتواصل فيما ينفع المجتمع والإفراد معا حيث نجد أن استخدام هذه الوسائل والبرمجيات أصبح في غالبه للتعارف والتسلية والألعاب وتبادل الأحاديث وبما يتضمن هدرا للوقت والطاقات.

التأصيل الفقهي لجواز الوقف الالكتروني
بالبحث عن الحكم الشرعي للوقف الالكتروني نجد مثلا أن القسم الفقهي لموقع اسلام ويب الالكتروني قد أفتى بجوازه بل وتعدى ذلك الى اعطائه الاولوية حاليا وذلك للأمرين هما:
الأمر الأول:أن مجال نشر العلم والدعوة إلى الله والسعي في إزالة الجهل وهذا من أقوى أسباب الهداية للناس والأخذ بحجزاتهم إلى سبيل الاستقامة والعبادة عن علم لا يوازيه غيره من المشاريع الخيرية بل ولا يدانيه، فقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن
 يكون لك حمر النعم . متفق عليه. 
الأمر الثاني: أن الاستفادة من هذه المواقع في نشر العلم أعم من أي طريق آخر لنشره في هذا العصر كما هو معلوم، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإنما العطاء إنما هو بحسب مصلحة دين الله، فكلما كان لله أطوع ولدين الله أنفع كان العطاء فيه أولى، وعطاءُ محتاجٍ إليه في إقامة الدين أو قمعِ أعدائه وإظهاره وإعلانه أعظم من عطاء مَنْ لا يكون كذلك، وإن كان الثاني أحوج.
ويرى أصحاب الفتوى  في هذا الموقع أن توقف الموقع الالكتروني أو الغائه لا يوقف الاجر لصاحب الوقف وذلك لان العبرة فيما نشره من علم فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره. رواه ابن ماجه.
ثم إن توقف الموقع أو إلغاءه لا يلزم منه توقف الاستفادة من المال الموقوف للموقع في مجالات أخرى، فبإمكان ناظر الوقف إذا تعذر عليه استمرار الموقع أن يجعل هذا المال في مشروع خيري آخر يجري ثوابه على الواقف، فقد نص المحققون من أهل العلم على جواز تغيير صورة الوقف من صورة إلى صورة أصلح منها ويظل الأجر جاريا.
 المعيقات
  غير أنه يعوق الأوقاف في هذه الجوانب معيقات لعل أهمها:
أولا: الفهم الخاطئ للوقف لدى الواقفين  والذي يكاد ينحصر على عمارة
 المساجد والاعتناء بها.دونما استقراء لمقاصد الوقف وأمثلة تطبيقاته عبر التاريخ الإسلامي.
ثانيا: الفجوة الالكترونية التي تعاني منها مجتمعاتنا والتي يمكن إن تشكل عائقا أمام التطبيق وخصوصا في مجالات البرمجة وصناعة البرمجيات.
ثالثا:الموثوقية :حيث أن الكثير مما ينشر الكترونيا ينقصه الدقة والتوثيق لذا فانه من الأفضل قيام مؤسسات متخصصة تشرف على ذلك.
وإذا ما انتقلنا إلى كيفية تطبيق هذا النوع من الوقف فان ذلك يكون من خلال مجالين هما:
أولا :مجال الرعاية وذلك بان يقوم الواقف برعاية المشاريع الالكترونية وذلك من خلال توفير التجهيزات المكانية والالكترونية والشبكات وتوفير الخادم(السير فرات) ودفع اشتراكات الانترنت ورواتب العاملين عليها.
كما ويمكن إن تكون هذه الرعاية بشكل جوائز تقديرية تشجع المبدعين في هذا المجال وتحفزهم لتقديم أعمال تعود بالنفع على المجتمع تعليما وتثقيفا وتوجيها.

ثانيا: ومن صور الوقف الالكتروني الممكن العمل بها في مجالات العلم والمعرفة:
1- إنشاء مواقع ومدونات ومنتديات ومجلات الكترونية على شبكة المعلومات " الانترنت " تحتوي على دروس علمية وتربوية ومحاضرات مفيدة في شتى الفنون والتخصصات.وقد يشمل ذلك معاهد للتعليم عن بعد باستخدام تقنيات المحادثة الالكترونية ومؤتمرات الفيديو.
2- إنشاء مكتبات الكترونية وقفية تشمل المصادر والمراجع المختلفة التي يحتاجها الدارسون
3=إن يحول المؤلف إصداره إلى صورة الكترونية وينشره مع إمكانية استخدامه مجانا للجميع
4-كتابة برمجيات حاسوبية تعليمية وجعلها متاحة للاستخدام من قبل الجميع
5-كتابة برمجيات تعليمية في شتى المجالات تكون موجهة للاستخدام في الأجهزة المتنقلة على اختلاف نظمها التشغيلية.
ومن هنا نخلص إلى القول أن باباً جديداً من أبواب الوقف قد تم فتحه على مصراعيه مما سيعزز عملية التعليم ونشر المعرفة في المجتمعات وكما أسلفنا أصبح لذلك الباب الوقفي أطره المنظمة له ومؤسساته التي تقوم على نشره والحفاظ عليه وخصوصاً مع تقدم وسائل الاتصال الالكتروني وانتشار الأجهزة الالكترونية ورخص أسعارها نسبياً.                                                                                                                                                                                                                                 
المراجع
          1- حكيما, محمد طاهر, دور الوقف في تعزيز التقدم المعرفي, مؤتمر الأوقاف الثالث بالمملكة العربية السعودية, الجامعة الإسلامية, 1430ه/2009م,
           2- رخصة جنو العمومية الرابط الالكتروني : ar.Wikipedia.org/wiki.
          3- لينكس : ar.Wikipedia.org/wiki
          4-الموسوعة الشاملة:ar.Wikipedia.org/wiki
          5-إدراك: https://www.edraak.org
        6  -رخصة وقف العامة :   ojuba.Org/wiki/waqf/
        7-موقع اسلام ويب  :
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=77883

خبزنا الأقدم

نشرت مجلة الاكاديمية الامريكية للعلوم )   http://www.pnas.org/content/early/2018/07/10/1801071115 (   كشفا تاريخيا مميزا عن وجود  رغيف خب...