الخميس، 12 أكتوبر 2017




صه.......إنه يراقبك



قبل أزيد من ربع قرن قرأت رائعه الكاتب الانجليزي جورج أورويل المسماه روايه   1984              تلك الروايه التي كتبها بدايات خمسينيات القرن الماضي وذلك في تخيل وصف الدوله الشموليه التي تحكم في غرب أوروبا  وبريطانيا بالتحديد وجاءت الروايه تماهيا مع صعود الفكر الشيوعي وانتشاره  وحكمه في الاتحاد السوفييتي وشرق أوروبا.........ولعل من أميز ما علق بالذهن من تلك الروايه هي صوره الاخ الكبر-الحاكم-تلك الصوره ذات النظره المتفرسه المخيفه والتي علقت على كل جدار وفي كل ساحه وتحتها كتب الاخ الاكبر يراقبك وأينما اتجهت كانت عيونه تلاحقك وذلك في رمزيه ترمي لاقناعك بأنك مراقب........
أتذكر الروايه تلك حينما اطالع خبر صدور قانون الجرائم الالكترونيه الجديد وتعديلاته والذي منح الدوله سلطه مراقبهكل ما تكتب أو ترسل أو تتفوه به على الوسائل الالكترونيه حيث يربط كل ذلك برقمك الوطني والسجلات المتفرعه عنه.
لم يعد من دلع لأن تنشر صوره الاخ الاكبر في كل مكان لتراقبك فالمراقب بين يديك وفي جيبك وعلى أريكتك وملازمك أينما حللت.......
ان عصر التواصل الالكتروني الاجتماعي فرض اصدار مثل تلك القوانين لضبط السلوكات والانحرافات والجرائم وحل الاشكالات بين أفراد المجتمع ومنع التعدي على الاخرين ومناهضه الفكر المتطرفغير أن مما يخيف في الموضوع أن تستغله الحكومات لتضييق  الحريات وقمعها ولعل الامر يصل يوما الى اختراع يستنبط ما يدور في خلدك من تفكير .
ولعل مما أخشى من تطور التقانات أن تسمع يوما من هاتفك أو جهازك صوتا يقول لك صه اسكت فالأمر لا يعنيك فحينها ستتمنى لو أن عامل الدهان جلب لك صور الاخ الاكبر وجعل منها ورق جدران يزين حوائط غرفتك



السبت، 28 يناير 2017

اللصوص والمطر


في بلادنا ينبت السراق دونما مطر....ويلعبون بطائرات ورقيه بزعم الاستمطار والغيوم تهرب فهي تعلم أن لا الزراع ولا الكفار سينالون خيرها...في الخليج يصيح كل عام صائح منهم ويسفر بوجهه المسفر في جرائدنا وجرائدهم أن أدركوا الارادنه قبل أن يطبخوا الحصى مرقا ليطعموا ابنائهم ومن لاذ بجوارهم...و يختم فضيله إمامن الاكبر من على المنبر مستصرخا يا خليج.......لكنها صرخه كما قال مطربهم ذات يوم في واد لا صدى يوصل.....
تستحضرني ذكريات بعيده لنا ونحن نشدوا في مدرستنا بقصيده جميله لفتى جيكور.....وأظنني ساسرق من مقاطعها..ولم لا فغيري ينهب البلاد والعباد وأنا أحتاج لمقطعين من قصيده من قرن مضى....
((( وفي ( بلادي ) جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
مطر ...
مطر ...
مطر ...
وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...
مطر ...
مطر ...
ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطل المطر ،
وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
ما مرَّ عامٌ و (بلادي) ليس فيه جوعْ .
مطر ...
مطر ...
مطر ...
في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !
مطر ...
مطر ...
مطر ...
سيُعشبُ (الاردن) بالمطر ... "
أصيح بالخليج : " يا خليج ..
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجع الصدى
كأنَّه النشيج :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى . "
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرار ،
وفي (الاردن) ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها (الاردن) بالنَّدى .
وأسمع الصدى
يرنّ في الخليج
" مطر ..
مطر ..
مطر .. راضي عبد الله الخوالدة

خبزنا الأقدم

نشرت مجلة الاكاديمية الامريكية للعلوم )   http://www.pnas.org/content/early/2018/07/10/1801071115 (   كشفا تاريخيا مميزا عن وجود  رغيف خب...