الاستبداد كلمة تدل على فعل لربما ظهر مع ظهور البشرية نفسها والفعل يستخدم لوصف أحوال كثيرة قد تنسب لمعلوم أو لمجهول معنويا أو حقيقيا ولعل أبسطها قولنا استبد به الخوف وهو وصف لاشد أنواع الاستبداد المبني على سيطرة شيء محسوس أو متخيل على شخص ما حتى أنه يصبح المحرك له والمتحكم به , وعلى النقيض من ذلك ربما كان الاستبداد بما يطيب للنفس كاستبداد العشق بالعاشق وان كان ذلك يطغى احيانا ليجعل احد الطرفين يتحكم بالاخر فالشاعر يتمنى أن هندا لا تستبد بقلبه سوى مرة وذلك من شدة ما استبد به العشق وان كان يرى أن العاشق لا يستبد "لَيتَ هِنداً أَنجَزَتنا ما تَعِد
وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّا تَجِد
وَاِستَبَدَّت مَرَّةً واحِدَةً
إِنَّما العاجِزُ مَن لا يَستَبِد"
غير أن الاستبداد الذي تمقته النفس هو استبداد يفضي الى الاستعباد حقيقة أو معنى ولربما مارسه شخص على آخر أو آخرين بحكم قوة لديه لا تتوفر لديهم وان كان الاصل في الانسان الحرية الكاملة وهو البدأ العظيم للاسلام والذي أرساه الخليفة العادل عمر بن الخطاب بمبدأه الشهير "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا",
وقد استمر مسار الاستبداد عبر التاريخ البشري الى أن تمكنت الانسانية في القرن الماضي من انهاء صورة الاستعباد كاحدى صور الاستبداد وأشنعها ,غير أنه بموازاة ذلك تطورت مظاهر اخرى للاستبداد مركزة على الجانب العقلي عموما بدءا من الاستبداد الديني كما في مباديء الهرقطة ومحاكم التفتيش والمذهبيات المتطرفة, أو مثل الاستبداد الفكري بأشكال كالاستبداد الثقافي أو السياسي أو...... .
ولنركز على عالمنا العربي الذي نا أن تخلص من الاستبداد الاجنبي الفارسي والرومي حتى دخل استبدادا مذهبيا تارة وفكريا تارة .....وهكذا الى أن تطور الامر الى استبداد عرقى ين أبناء المذهب الواحد كما الحال باستبداد الاتراك بالعرب رغم وحدة مذهبهما السني.
ولعل من أروع ما كتب في الاستبداد ما كتبه أحد أعلام التنوير في العالم العربي وهم ثلة من العلماء والكتاب في الفترة بين نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين والكاتب هو عبد الرحمن الكواكبي والكتاب هو طبائع الاستبداد وقد طالعته قديما في أواخر المرحلة الاعدادية والتي يندر اليوم أن تجد مطالعا في جيلها عدا لصفحات الرياضة وبرامج التواصل الاجتماعي بما فيه مضيعة الوقت بما لا يفيد؟؟
وعلى كل حال وقع الكتاب بين يدي مرة اخرى في معرض مكتبة الاسرة الذي تقيمه وزارة الثقافة سنويا وذلك عام 2009ولعل الوزارة في مشروعها التنويري الجديد والرائع حقيقة -قد استبقت الربيع العربي بربيعها الثقافي هذا والذي نشر العديد من روائع الكتب وقدمها للجمهور الاردني بسعر بسيط لتشجيعه على القراءة ةذلك لتحريره من استبداد وسائل المعرفة الحديثة والتي حرف استخدامها الى ملا يفيد واقعيا
وفي قراءتي الثانية للكتاب تطور للفهم والادراك نتيجة لتطور العقل والبيئة عبر ربع قرن فصل بين القراءتين,
ونعود للكتاب والذي يصنف الاستبداد ويقسم طبائعه ويصفها بانيا على الحال عند بدايات القرن العشرين حيث استبداد الاتراك بمن يحكمونهم من العرب واستبداد المستعمرين الغربيين بالعرب في أماكن اخرى كالجزائر وغيرها وهو ما يطبق على الحال اليوم مع ملاحظة أن مقام المستبد قد حل فيه فئة من نفس العرب تتمثل في الحكام وأعوانهم مع بقاء باقي الامة في مقام المستبد بهم.
وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّا تَجِد
وَاِستَبَدَّت مَرَّةً واحِدَةً
إِنَّما العاجِزُ مَن لا يَستَبِد"
غير أن الاستبداد الذي تمقته النفس هو استبداد يفضي الى الاستعباد حقيقة أو معنى ولربما مارسه شخص على آخر أو آخرين بحكم قوة لديه لا تتوفر لديهم وان كان الاصل في الانسان الحرية الكاملة وهو البدأ العظيم للاسلام والذي أرساه الخليفة العادل عمر بن الخطاب بمبدأه الشهير "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا",
وقد استمر مسار الاستبداد عبر التاريخ البشري الى أن تمكنت الانسانية في القرن الماضي من انهاء صورة الاستعباد كاحدى صور الاستبداد وأشنعها ,غير أنه بموازاة ذلك تطورت مظاهر اخرى للاستبداد مركزة على الجانب العقلي عموما بدءا من الاستبداد الديني كما في مباديء الهرقطة ومحاكم التفتيش والمذهبيات المتطرفة, أو مثل الاستبداد الفكري بأشكال كالاستبداد الثقافي أو السياسي أو...... .
ولنركز على عالمنا العربي الذي نا أن تخلص من الاستبداد الاجنبي الفارسي والرومي حتى دخل استبدادا مذهبيا تارة وفكريا تارة .....وهكذا الى أن تطور الامر الى استبداد عرقى ين أبناء المذهب الواحد كما الحال باستبداد الاتراك بالعرب رغم وحدة مذهبهما السني.
ولعل من أروع ما كتب في الاستبداد ما كتبه أحد أعلام التنوير في العالم العربي وهم ثلة من العلماء والكتاب في الفترة بين نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين والكاتب هو عبد الرحمن الكواكبي والكتاب هو طبائع الاستبداد وقد طالعته قديما في أواخر المرحلة الاعدادية والتي يندر اليوم أن تجد مطالعا في جيلها عدا لصفحات الرياضة وبرامج التواصل الاجتماعي بما فيه مضيعة الوقت بما لا يفيد؟؟
وعلى كل حال وقع الكتاب بين يدي مرة اخرى في معرض مكتبة الاسرة الذي تقيمه وزارة الثقافة سنويا وذلك عام 2009ولعل الوزارة في مشروعها التنويري الجديد والرائع حقيقة -قد استبقت الربيع العربي بربيعها الثقافي هذا والذي نشر العديد من روائع الكتب وقدمها للجمهور الاردني بسعر بسيط لتشجيعه على القراءة ةذلك لتحريره من استبداد وسائل المعرفة الحديثة والتي حرف استخدامها الى ملا يفيد واقعيا
وفي قراءتي الثانية للكتاب تطور للفهم والادراك نتيجة لتطور العقل والبيئة عبر ربع قرن فصل بين القراءتين,
ونعود للكتاب والذي يصنف الاستبداد ويقسم طبائعه ويصفها بانيا على الحال عند بدايات القرن العشرين حيث استبداد الاتراك بمن يحكمونهم من العرب واستبداد المستعمرين الغربيين بالعرب في أماكن اخرى كالجزائر وغيرها وهو ما يطبق على الحال اليوم مع ملاحظة أن مقام المستبد قد حل فيه فئة من نفس العرب تتمثل في الحكام وأعوانهم مع بقاء باقي الامة في مقام المستبد بهم.